سجل الذهب والفضة ارتفاعات تاريخية، مع اندفاع المستثمرين نحو الأصول الآمنة، حيث تم تداول الذهب ضمن نطاق يتراوح بين 4,300 و4,500 دولار للأونصة، وصعدت الفضة بالتوازي معه. ويعكس هذا الصعود المتواصل تركيز الأسواق بشكل متزايد على الحفاظ على رأس المال، في ظل توقعات بانخفاض أسعار الفائدة الحقيقية، واستمرار شراء البنوك المركزية، وارتفاع حالة عدم اليقين العالمي، وهي عوامل تعزز الطلب على المعادن الثمينة.
اللافت في هذا الصعود أنه أصبح هيكليًا وليس مدفوعًا بالذعر، بل بتحولات مدروسة في مخصصات المحافظ الاستثمارية. فقد واصلت البنوك المركزية الشراء بوتيرة قوية، وأعاد المستثمرون على المدى الطويل توجيه رؤوس أموالهم نحو الأصول الصلبة، في وقت تتراجع فيه الثقة بقوة الشراء للعملات الورقية. أما الفضة، فتستفيد من دورها المزدوج كأصل دفاعي وكمعدن صناعي أساسي.
معًا، يرسل الذهب والفضة إشارة واضحة: المستثمرون يفكرون بمنظور طويل الأجل، وليس عبر التقلبات المؤقتة في الأسواق.
Why it matters
تجاوز الذهب حاجز 4,000 دولار يعكس تحولًا عميقًا في نظرة المستثمرين إلى المخاطر، وقيمة العملات، وحماية المحافظ الاستثمارية. وبالنسبة للأسواق، فإن هذا يُعد إشارة واضحة إلى تزايد الطلب على الاستقرار، حتى في الوقت الذي تواصل فيه الأسهم التحرك بالقرب من مستوياتها القياسية.