أشار الرئيس التنفيذي لمايكروسوفت، ساتيا ناديلا، إلى تحوّل استراتيجي في طريقة إدارة الشركة للمواهب، مؤكدًا أن التوظيف في المستقبل سيعتمد على إنتاجية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وليس على التوسّع العددي في القوى العاملة. وبعد عام من عمليات تسريح انتقائية ومبادرات لرفع الكفاءة، قال ناديلا إن مايكروسوفت تعتزم "الاستفادة من الذكاء الاصطناعي على نطاق واسع" لتعزيز إنتاجية الموظف الواحد ضمن فرق الهندسة والمنتجات والدعم.
وقد لقيت هذه الرسالة صدى لدى المستثمرين الذين يقيّمون المرحلة المقبلة لنمو قطاع التكنولوجيا وهي مرحلة تُقدّر كفاءة التشغيل بقدر ما تحتفي بالابتكار. وارتفعت أسهم مايكروسوفت بشكل طفيف في تداولات ما بعد الإغلاق، حيث فسّر السوق التصريحات على أنها تحمل بُعدًا منضبطًا ونظرة مستقبلية مدروسة.
تعكس هذه التصريحات توجّهًا أوسع في القطاع: الانتقال من الضجة الإعلامية حول استثمارات الذكاء الاصطناعي إلى تحقيق مكاسب أداء ملموسة. فالشركات التي كانت توظف بشكل مكثف بهدف كسب الحصة السوقية، باتت اليوم تُعيد الهيكلة سعيًا للكفاءة وتعزيز القدرة على الصمود المالي. وبالنسبة لمايكروسوفت، فإن التوازن بين توسيع منظومتها في مجال الذكاء الاصطناعي والحفاظ على معنويات الموظفين قد يكون العامل الحاسم في مدى استدامة تقييمها الحالي الذي يقترب من مستويات قياسية. ويبدو أن المستثمرين باتوا يكافئون نهج الحذر في إشارة إلى أن عصر النمو بأي ثمن قد يفسح المجال لأساليب أكثر ذكاءً ورشاقة في الإدارة.
السبب في أهمية الخبر
تعكس تصريحات ناديلا تحولًا محوريًا في شركات التكنولوجيا الكبرى: لم يعد الذكاء الاصطناعي مشروعًا جانبيًا، بل أصبح ضرورة أداء حيث باتت الكفاءة هي الشكل الجديد للتوسّع.