شهدت أسواق النحاس تقلبات حادة هذا الأسبوع بعد تجدد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما أثر سلبًا على ثقة المستثمرين. تصريحات الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب، التي ألمح فيها إلى فرض رسوم جمركية جديدة على الواردات الصينية، أدت إلى تراجع فوري في عقود النحاس الآجلة. وجاءت هذه التصريحات في وقت كانت فيه أسعار المعدن تكتسب زخمًا بفضل الإنفاق على بنية الذكاء الاصطناعي التحتية وارتفاع الطلب على السيارات الكهربائية – وهما من أسرع مصادر استهلاك النحاس نموًا على مستوى العالم.
ويبرز هذا التراجع المؤقت الدور المزدوج للنحاس كسلعة صناعية وأداة جيوسياسية في آنٍ واحد. فباعتباره عنصرًا أساسيًا في تصنيع السيارات الكهربائية وشبكات الطاقة المتجددة وتوصيلات أشباه الموصلات، يشكل النحاس محورًا لثورات الطاقة والذكاء الاصطناعي الجارية. ومع ذلك، فإن سعره لا يزال شديد التأثر بالخطاب السياسي وتغيرات السياسات التجارية.
ويؤكد المحللون أنه رغم استمرار التقلبات على المدى القصير، فإن الأساسيات طويلة الأجل لا تزال إيجابية، مدفوعة بنقص مزمن في الاستثمارات بمجال التعدين، واختناقات مستمرة في سلاسل التوريد في أميركا اللاتينية وأفريقيا.
السبب في أهمية الخبر
غالبًا ما يُطلق على النحاس لقب "مقياس صحة الاقتصاد العالمي"، ولسبب وجيه. فهو يعكس في آنٍ واحد الطلب الصناعي وثقة المستثمرين في النمو الاقتصادي. ومع الطفرة في الذكاء الاصطناعي التي تعزز الطلب الهيكلي على النحاس، يمكن لأي توتر سياسي يؤثر على تجارة النحاس أن يترك بصماته على اتجاهات التضخم، وتكاليف الإنتاج، وربحية الشركات في قطاعات تمتد من التكنولوجيا إلى التصنيع.