شهد قطاع السياحة في دول مجلس التعاون الخليجي انتعاشًا قويًا خلال عطلة "الأسبوع الذهبي" في الصين، وهي من أكبر فترات السفر في البلاد، حيث توافد الزوّار إلى مراكز إقليمية مثل دبي والدوحة وأبوظبي. وأظهرت بيانات السفر من شركات الطيران الكبرى ومنصات الحجز ارتفاعًا حادًا في الرحلات القادمة وحجوزات الفنادق، مما دفع معدلات الإشغال إلى مستويات قريبة من ما قبل الجائحة. كما سجلت قطاعات التجزئة الفاخرة والمطاعم الراقية والضيافة زيادة ملحوظة في المبيعات، مما يؤكد مكانة دول الخليج كواحدة من أبرز الوجهات العالمية للمسافرين ذوي الإنفاق المرتفع. ويُعدّ عودة السائحين الصينيين – الذين لطالما شكلوا سوقًا رئيسيًا للهيئات السياحية في المنطقة – محطة مهمة في مسار تعافي السفر الدولي بعد الجائحة.
ويكمن خلف هذا الزخم جهدٌ إقليمي منسق لاستقطاب الزوّار الآسيويين من خلال تسهيلات في إجراءات التأشيرات، وتوسيع الربط الجوي، وشراكات تسويقية استراتيجية مع وكالات صينية. وقد عمقت الإمارات وقطر، على وجه الخصوص، من علاقاتهما الثقافية والتجارية مع الصين بهدف تعزيز التدفقات السياحية والاستثمارية على حد سواء. ولا يقتصر تأثير هذا الاهتمام المتجدد من السائحين الصينيين على تنشيط قطاع الخدمات فقط، بل يدعم أيضًا أهداف التنويع الاقتصادي الأوسع، مع سعي دول الخليج لتقليل اعتمادها على العائدات النفطية. ويمكن أن يؤدي النمو المستدام في السياحة إلى تأثيرات متسلسلة على قطاعات النقل والتجزئة والعقارات، مما يساهم في تعزيز الناتج المحلي الإجمالي غير النفطي بشكل مستمر.
السبب في أهمية الخبر
يساهم تدفق السياح الصينيين في تعزيز استراتيجية دول مجلس التعاون الخليجي الرامية إلى بناء اقتصادات مرنة تقودها الخدمات. فازدهار قطاع السياحة يعزز ركائز النمو الاقتصادي في المنطقة ويعكس تجدد ثقة العالم بالوجهات الخليجية.