عمليات التسريح الأخيرة في أمازون ليست خطوة تراجعية، بل رسالة واضحة. عملاق التكنولوجيا يقوم بخفض آلاف الوظائف الإدارية في عدة أقسام ضمن تحول شامل نحو الأتمتة والعمليات المدعومة بالذكاء الاصطناعي. إنها عملية إعادة هيكلة داخلية كبيرة تهدف إلى استبدال التكرار بالذكاء. أمازون لا تنكمش، بل تعيد تحسين عملياتها. وتتماشى هذه الخطوة مع نمط متصاعد في الشركات الأمريكية الكبرى: تقليص أعداد الموظفين ليس للبقاء، بل للتطور.
داخل أمازون، التحول جارٍ بالفعل. الشركة تضاعف استثماراتها في بنية الذكاء الاصطناعي، وتبني أدوات قادرة على تحليل المخزون، وتوقّع الطلب، وحتى توليد المحتوى التسويقي. في المستودعات، تتولى الروبوتات المهام الشاقة، بينما تتكفل نماذج الذكاء الاصطناعي بتسعير المنتجات، وتنسيق عمليات التوصيل، وتحسين كفاءة سلسلة التوريد. كل طبقة من طبقات الشركة يُعاد بناؤها حول التعلم الآلي، ما يمكّن أمازون من التحرك بسرعة، والإنفاق بذكاء، والعمل بكفاءة أكبر.
بمعنى آخر، هذه هي عملية إعادة الابتكار الثانية للشركة – من "متجر كل شيء" إلى النظام الذكي الذي يديره.
السبب في أهمية الخبر
إعادة هيكلة أمازون لا تتعلق بتقليص التكاليف بقدر ما تهدف إلى التحصين للمستقبل. ينبغي للمستثمرين أن يروا في هذه الخطوة رهانًا استراتيجيًا على الإنتاجية طويلة الأجل – وثقة في قدرة الذكاء الاصطناعي على الحفاظ على الهوامش الربحية عندما تصل القدرات البشرية إلى حدودها.
